على باب مطار القاهرة (۲)
فاتت سنة..
كبر الولد
ورجع لي شايل شنطة مش منشال
صلة القرابة: «ابن أخت وخال»
وجه الغرابة.. إنه ماعرفنيش
سح الزمن تفاصيلي من باله..
ضحكت مها أول ما بصت لي
وقالت له روح سلم على خالو
فناديت عليه.. خد ياض هنا !
وبدأت أتبت ع الإيدين وأضم
مين اللي يفهم عن مشاعر خال
الخال ده والد
بس قلبه قلب أم
على باب مطار القاهرة..
شباك بيختم باسبورات..
على
أحزان عبارة عن «وداع»
أحضان عبارة عن عياط
لسه السفر بيحط أحلام في الشنط
ويروح
لسه الوطن.. كل الوطن
مجروح..
لسه البلد بتصدرك للغرب
عامل وعالم والتمن ؟!
دولارات
وكأن هذا البلد..
مابناش سوى مطارات
اللي بنی بنی مصر
كان في الأصل..
إيه أصله؟!..
عيل بيتهجي الحياة
في فصله..
رسم العلم رفرف في كراسته
طول الطابور واقف صفا
وأما انتبه.. لقى شغله غير
كل اللي في در اسد
لسه السجون مليانة ناس بالكوم..
القمع أصبح دولة في الدولة
ابن أختي أصغر من شقاه بكتير..
مصر اللي جابت.. والرياض وبت
مين وقتها بمحبته أولى ؟!
مين اللي علمه هیترسم دلوقت؟!
مين اللي خذ من عمره أطول وقت؟!
هو إحنا يعني اخترنا غربتنا؟!
ولا إحنا يعني قلوبنا مالهاش أهل
سيبنا بواقي مننا في بيتنا
الغربة سهلة والحنين مش سهل
هافضل هنا؟! هافضل
لكن هاعيش عاطل..
هذا الوطن مبني على باطل
إزاي هتخرج أمتك للنور
لو نص ناسها تحت خط الجهل
طایر لواحدك يا هوا
من مینا علی مینا
غرقوا العيال طموحات
في بحر ظروف..
الدولة زرعت فينا شيء م اليأس
والغربة زرعت فينا شيء م الخوف
إن عشت نوصل شط ونكما
وإن متنا نبقى خلصنا وارتحنا
وفرنا طقة لغيرنا وقت الجوع
مش كل سكة سفر تشمل ذهاب ورجوع
يا وطن بطبعه غريب.. من إمتي أنا بافهمك؟!
كان السمك رزقنا.. وبقينا رزق السمك
الطفل عجز قبل ما يخطي..
مستني إيه مني أنا
ده الواد نسيني في مدة أصغر من سنة
الفوا الشوارع .. شوفوا فيها عيال
بیناموا آخر الليل على الأسفلت..
متكومين فوق بعضهم في البرد..
الصبح نفس العيال ..
بتقوم تبيع لك ورد؟!
بتشوف عيونهم يضحكوا لكن
أسعد ما فيهم برضو طفل حزين
مكسورة عينه وهو بيعدي
شايف لعب محطوطة في الفتارين
هذا الوطن تلخيصه في الآخر
جملة كتبها زمان «جلال عامر »
في بلدنا ناس عايشين كويس آه..
وناس كويس إنهم عايشين
قصيدة من ديوان زى الافلام الشاعر محمد ابراهيم