اقرا أصل الحكاية وكأنك بتقراها لأول مرة ... أوعدك إنك هتقراها للنهاية لأنك هتعرف معلومات كتيرة ممتعة ,,, ولو وقفت من غير ما تكمل قراءه قول لي وقفت فين؟
حكاية يوم 8فبراير عيد الدقهلية القومي في (4) حلقات مسلسلة
الحلقة (الأولى)
سنة (1245) ميلادية كانت فرنسا أقوى دولة في العالم وكانت زي أمريكا كدا النهارده.. وكان ملكها واسمه الملك لويس مسيحي متدين جداااااً .. وكان دايماً يقول مش معقول فرنسا هي أقوى دول العالم ولسه بيت المقدس تحت حكم المسلمين.. وكان مستاء إن كل الحملات العسكرية اللي راحت تحرر بيت المقدس خلال الـ (100) سنة اللي فاتوا دايماً تفشل خصوصا بعد ما صلاح الدين الأيوبي حرر القدس من الصليبيين قبل كدا.
عم لويس كان عمره 33 سنة وقرر إنه يجهز أضخم جيش في التاريخ في زمنه وجمع له تمويل من كل أوروبا وبالفعل عمل جيش تكلفته بحسابات اليومين دول توصل إلى 800 مليار دولار ياااه .. لكن الملك لويس كان عارف إنه مش هيقدر يحرر القدس طول ما مصر واقفه لهم زي اللقمة في الزور لأن مصر في الزمن ده هي اللي كانت بتحمي القدس وبتحمي مكه والمدينة وبتحمي أي مقدسات إسلامية من أي عدوان.. فقال: يبقى الحل إننا نحتل مصر ولو مصر وقعت يبقى كل الدول العربية والإسلامية هتقع في يومين تلاته!
لويس أخد بعضه واخد جيشه وراح على قبرص اللي هي قريبة من مصر.. وقعد فيها شويبة لحد ما باقي السفن تيجي .. في الفترة دي وصلت الأخبار المرعبة لحاكم مصر في الوقت ده وكان اسمه (أيوب) ... وأيوب دا يبقى حفيد صلاح الدين الأيوبي.. ولكن كالعادة كان كل ملك عربي بيعطي لنفسه عدة ألقاب للتفخيم... فأسمى نفسه الملك (الصالح) اللي هو بيصلي ومتدين وعارف ربنا .. وعلشان كان هو المسئول عن حماية المقدسات الإسلامية فأسمى نفسه كمان (نجم الدين) فأصبح (الملك الصالح نجم الدين أيوب).. كان عمره (44) سنة ولما عرف إن الملك لويس جاي مصر.. نفسيته تعبت جدا ً وكان وقتها مريض لدرجة انهم كانوا بيشيلوه فوق نقالة.
في الزمن ده كان الأيوبيين بيشتروا أطفال صغيرين من بلاد روسيا وما حولها يربوهم علشان لما يكبروا يبقوا عساكر وضباط في جيشه.. ومكنش بيستعين بالعرب إلا نادرا ولا المصريين خالص في جيشه علشان مينقلبوش عليه .. الولاد دول كانو بيكبروا ميعرفوش لهم أهل غير اللي اشتراهم ورباهم وطبعا انتم عارفين اللقب اللي كان بيطلق عليهم وهو (المماليك) رغم إن والمصحف في زمنهم مكنش بيتقال عليهم مماليك.. أصلاً الكلمة دي حديثة جدا احنا اللي أطلقناها عليهم
المهم لويس وهو جاي مصر قال قدامي حل من اتنين اما اروح اسكندرية أو اروح دمياط .. ووقتها دمياط كانت أكبر من اسكندرية وكان فيها أكبر ميناء في مصر .. فأخوه شار عليه شورة سودا هي اللي دمرتهم بعد كدا ... وقال له : احنا نروح دمياط ومنها على القاهرة ونكسر راس الأفعى (اللي هي القاهرة يعني)
المهم لويس راح دمياط .. وقبل ما أكمل هعطيك معلومة تاريخية غريبة عن دمياط رغم انها زعّلِت مني بعض الاخوة الدمايطة المثقفين ولحد دلوقت مش عارف السبب وفضلوا يجادلوا معايا لحد ما اثبت لهم بالدلائل التاريخية القاطعة إن دمياط اللي احتلها لويس التاسع مش هي مدينة دمياط الحالية ... دمياط بتاعة زمان كانت مكان عزبة البرج اللي قدام راس البر..أي والنعمة
الملك الصالح بعت لدمياط جيش صغير كدا أي كلام بقيادة (فخر الدين) معظمهم من قبائل عربية اسمهم (الكنانية) لكن لما شافوا جيش لويس خافوا وهربوا !!! ... لويس بدون مجهود نزل برجالته في راس البر... ووجد إن أهل دمياط تركوها بمجرد ما شافوا آلاف السفن الفرنسية في عرض البحر ... عارفين كام سفينة ؟ (1800) سفينة ! يا نهار ازرق دا النهارده معتقدش هتلاقي جيش فيه (1800) سفينة .. هي أوروبا كلها جت تحتل مصر يا جماعة؟ ... أيوه فعلا الجيش دا كان (80) ألف مقاتل في زمن كانت فرنسا كلها متجيش بتاع (500) ألف مواطن.. ومصر زيها !! مش بس كدا دا الفرنساويين جابوا معاهم زوجاتهم وأولادهم وجابوا راقصات ومغنيات وفنانين وعمال وتجار وحيوانات وأطعمة من كل لون كأنها دولة متنقلة مش مجرد جيش حربي.. ما هم كانوا مفكرين نفسهم إنهم هيستعمروا مصر ويبلطوا فيها!!
طيب أهل دمياط راحوا فين؟
هربوا للقرى بتاعة الدقهلية ولكن معظم الرجالة راحوا لمعسكر الملك الصالح في بلد صغيرة كدا على أدها مجرد كام بيت مهجورين والبلد دي هي (المنصورة) والمنصورة دي من (30) سنة كانت حاولت أوروبا تحتل مصر برضوا فأبو الملك الصالح واسمه محمد أو (الملك الكامل) بنى المنصورة دي علشان جيشه يقعد فيها وبعدين هجرها.. فابنه أيوب إتفائل بيها وجعل العساكر والمتطوعين يبنوها من جديد ويعمروها .
الملك لويس عجبته قعدة دمياط جو حلو وهوا يرد الروح بعكس السقعة الموت عندهم في أوروبا .. قام فاتح بيوت الأهالي وخللى عساكره تعيش فيها .. وفسخ محلات الدمايطة وقام بتأجيرها للفرنسيين!! .. وزي ما انت عارف إن المدن الإسلامية لازم يبقى وسطها جامع كبير... لويس حوله لكنيسة !
لويس قعد كتير في دمياط؟ قعد (6) شهور طيب ايه السبب انه طوّل في دمياط؟ ولا حاجه! ... رحرحة.. وكانوا بيتحججوا انهم منتظرين إمدادات جديدة من أوروبا..
تخيل يا محترم ... الجيش المصري وقتها كان مكون من إيه؟ كان عبارة عن شوية عساكر وضباط مماليك قليلين وتسليحهم ضعيف بالمقارنة مع الفرنسيين.. يادوب كدا كانوا بيحاربوا بعض ويحاربوا كان صليبي في سوريا وفلسطين .. مش جيش ضخم بمعنى الكلمة وميقدرش أبداً يواجه الجيش الجرار الغضنفر المرعب بتاع فرنسا ..
طيب ايه الحل يا ولاد؟ هنعمل إيه مع لويس ونواجهه إزاي؟
الحل.. هم المتطوعين..رجالة الدفاع الشعبي.. أو زي ما كان اسمهم وقتها (المطوعة) ودول عبارة عن ناس عاديين زي حالاتي وحالاتك لا ليهم في الحرب ولا عمرهم مسكوا سيف .. قاموا بالتطوع من كافة أنحاء مصر أكترهم كانوا من فلاحين الدقهلية ومن وجه بحري ومن الصعيد والقاهرة ومن السودان ومن الشام .. كلهم جم المنصورة ينضموا للجيش المصري ومكنش معاهم سيوف!! لأن السيف وقتها كان أغلى من ثمن مدفع رشاش دلوقت لأن الحديد كان استخراجه وتصنيعه صعب جداً مش بالسهولة الحالية فكان منهم اللي يشيل بلطة حجر واللى يشيل شومة واللى يعمل رمح خشب (اسمه دبوس)
لو عاوزنا نكمل الحكاية اعمل تعليق علشان تضمن توصل لك.. واللي بيحبنا وعاوز يشجعنا يعمل مشاركة (شير) للبوست .. علشان كل مصر تعرف يعني إيه المنصورة؟ وعملت إيه المنصورة لمصر.
د. إيهاب رجب
ما رأيك في أن نحول تلك المقالات لفيديو هل سيلقى قبول؟ رأيك يهمني