ما حبتش غيرها عمرو حسن الدرويش مكتوبة وكاملة
ماحبِتش غيرها
برغم السنين اللي فاتت عليا
بيفضل حنين مني ليها ف عنيا
وتفضل كإن البنات بعد منها
نسخ باهتة منها
وكل الشموس اللي تبعت غيابها
بتنعي انسحابها
كإن الشوارع عجين لما مرت
فنحتت اثرها
وحفظت كلامها وخوفها وهزارها
ومشيت جماعه مامشيتش مفرد
عشان غاب معاها مِساها ونهارها
بتسألني عنها برودة ايديا
ورعشة سلامي
ويسألني عنها سكوتي وكلامي
وجندي الإشارة
ويسألني قلبي وكلبي ومرايتي
وتسألني ساعتي ف معاد الزيارة
بتوحشني زي العيال ف المدارس لعين امهاتهم
وتوحشني زي ارتباط الملابس بايد شماعاتهم
وسايباني زي اللي ماتوا وفضلوا بيمشوا ف حياتهم
تشم القلوب كل يوم زهر فايح
وتتبقى وردة ويفضل عبيرها
ماحبتش غيرها
وليها مكانه مخليّه قلبي بيسلك دروبها
خدتني لدرجة تخليني اشوف المزايا ف عيوبها
وصوتها
وايه زي صوتها
نزول المطر فوق خشب بيت قديم
نعومة نجاة وبحة حليم
وضحكتها تشبه دخول النسيم
على ارض طالها الخريف من زمن
ف يوم ما اتقابلنا
ماكنتش باشوف الحياه ليها معنى
وحسيت كإني عارفها لزمن
كإن النصيب كان بعَدنا وجمعنا
وسددت تمنه وقبضت التمن
بسلم عليها كإني سايبها ف غربة ورجعت
وسكتت ف لحظتها لكن سِمعت
وغمضت عيني عشان املى روحي
قمر غاب ف ليلكم ونوّر سطوحي
وصالحتني كل السنين اللي فاتت
مجرد ماعدّت
وقفنا ف مكاننا وخطاوينا مدِّت
وفجأة انفجر سيل طويل م الأغاني
كل ده كان ليه
ياللي بتسأل عن الحياة
بعيد عنك
كبر الغرام
بهواك
حيرت قلبي معاك
وقولت هاقدر ايوم انساك
وكل ما انساها افتكرها
ماحبتش غيرها
ماحستش عمري باحساس مشابه تجاه أي واحدة
كإن الغرام اللي مكتوبلي كامل
خرج غصب عني وعلى دفعه واحدة
كبر فيا معنى
وصار بيننا لعنه
بدأت معانا ف يوم ما اجتمعنا
وانا كنت اصغر سنين من كده
ماكنتش مأمِّن ليغدر زماني
وعايش مآمن وواقف مكاني
وشارد ف لون الحياة البرتقاني
وتارِك بيبان الغياب مفتوحين
ففاجئتني ضربة على غفله مني
وسلمت راية ف أول كمين
وفاتت سنين
واديني كإن اللقا من ثواني
لكني بقيت للأسف حد تاني
خانتني الظروف واتسجنت ف غيابها
ولسّاني ايد ع الاكر عند بابها
وبعد اما كنا شباب ف البداية
كبرنا سنين جوه شرح الروايه
واصبح مابيننا جبال من جليد
بلادها بعيد
وارضي ملاها الحداد والحديد
وتجاعيدي مرت شقوق الغيطان جوه طمي الوريد
وأصبحت اكبر
وأصبحت اعدي الطريق ف الإشارة
باتقل هدومي وبلبس كوفيّه
واحس بجروحكوا واوجاعكوا فيّا
وأصبحت اعقل
واهدى وأتقل
وهي كمان حاجه انطفت
وعاشت ظروف متعبه واختفِت
لكن لسه نفس الصبيه الجميله
وصاحبة ليالي الغرام الطويلة
ولسه عيون ممكنه مستحيله
وست البنات كلهن ف عنيا
ومهما ايدين ناعمه مسكت ايديا
ومهما عيوني ثبتتني ف مكاني
هتفضل رجولتي وطفولتي عشانها
مايملاش مكانها ف يوم حد تاني
ولا واحدة تربط مصيري بمصيرها
ماحبتش غيرها
ومايأسش ابداً
ولو حتى قالوا الحكايه ف اخرها
ولو صوت صحابي ف وداني محاصرني
ولو طول غيابها خانقني وعاصرني
ولو حتى عدت سنين تانية بيننا
هاقول انه وارد
وجايز وممكن
وامنّي خيالي باجمل نهاية
وهي معايا
وجايه تعوضني لحظة بكاها بلحظة بكايا
وراجعة بكل الورود اللي دبلت
والاقيها قبلت تكمل معايا
ولو ساعه واحدة
ولو حتى نظرة
هاحس اني مرة مشيت وانتصرت
واني جنيت قد لما انتظرت
فسايب مساحة ف بيتي لخيالها
وسايب مساحة ف قلبي لعيالها
وسايب اوضتنا ترتبها هي
وسايب مخدة زيادة وكوفيه
ومختار اضاءة تلائم عنيها
وعامل حسابي عليا وعليها
واقول بكره اجمل وهاقدر وهاكسب
رهاني ف حاجات كان خيالي خسرها
ماحبِتش وافخر بكونها ف حياتي
واني ف حياتي ماحبتش غيرها