أخر الاخبار

من نوع "هابيل".. اكتشاف ديناصور جديد عاش في مصر قبل 100 مليون عام

من نوع "هابيل".. اكتشاف ديناصور جديد عاش في مصر قبل 100 مليون عام

كشف فريق بحثي دولي بقيادة علماء مصريين عن ديناصور لاحم جديد، يشبه إلى حد كبير الديناصور تي ريكس الشهير في السينما، عاش في مصر في العصر الطباشيري المتأخر قبل 98 مليون سنة من الآن، الأمر الذي أشار إلى علاقة سحيقة وطيدة بين شمالي أفريقيا وأميركا الجنوبية.

فقرة واحدة سحرية
يقول بلال سالم، باحث الماجستير بجامعة أوهايو Ohio University الأميركية والباحث بفريق مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية والمؤلف الرئيس للدراسة الجديدة في تصريح للجزيرة نت عبر البريد الإلكتروني "وجدنا هذه الحفرية أثناء بعثة بحثية للواحات البحرية عام 2016، بالقرب من منطقة جبل الدست، كانت لفقرة مغطاة برواسب صلبة من الحديد والرمل، حينما بدأت العمل عليها عرفت فورا أنها عيّنة خاصة جدا، وأن فقرة واحدة يمكن أن تفتح لك كتابا ضخما عن هذا العالم القديم".

يضيف سالم أنه بالدراسة التشريحية المفصلة على مدى حوالي 6 سنوات، وجد وفريقه أنها الفقرة العنقية العاشرة من رقبة ديناصور ضخم آكل للحوم، من عائلة من الديناصورات تسمى "هابيل" (Abelisauridae)، والتي أخذت اسمها نسبة إلى روبرتو هابيل (Roberto Abel) العالم الأرجنتيني الذي اكتشف أول حفريات هذه العائلة.

وبحسب دراسة نشرت يوم 8 يونيو/حزيران الجاري في دورية "رويال سوسايتي أوبن ساينس" (Royal Society Open Science) فإن عائلة "هابيل" تميزت بأسنان حادة تشبه نصل السكّين، معقوفة تميل إلى الخلف، بينما احتوت قدماها الخلفيتان على كتل عضلية ضخمة لتدعم قدراتها في الهجوم والافتراس.

يضيف سالم في تصريحه للجزيرة نت "بطول 6 أمتار تقريبا، كان هذا النوع من الديناصورات من بين الأشرس على الإطلاق".

قارات العالم القديم
عاشت ديناصورات "هابيل" في قارات العالم الجنوبية التي كانت متحدة تحت اسم "جندوانا" وكانت توجد في الحقبة الجيولوجية الوسطى بين 200 مليون و65 مليون سنة مضت. قبل تلك الفترة، كانت اليابسة كلها قارة عظمى تسمى بانجيا، قبل حوالي 510 إلى 570 مليون سنة مضت، ثم انفصلت إلى قارتين هما لوراسيا وجندوانا.

وبحسب الدراسة الجديدة، قام الفريق البحثي بمقارنة تلك الفقرة مع مثيلاتها من مختلف القارات، وأظهرت فحوص شجرة الأنساب وجود قرابة وثيقة بين ديناصور هابيل المصري وأقرانه من ديناصورات أميركا الجنوبية، بل أقرب حتى من ديناصورات مدغشقر.

وتدعم تلك النتائج نظرية جيولوجية تقول إن مدغشقر انفصلت عن قارة أفريقيا قبل انفصال أميركا الجنوبية عنها، لأن القرابة التطورية تعني كذلك قرابة جيولوجية سمحت بالتواصل والتزاوج بين مجموعات الكائنات الحية.
في عام 2014، كان بلال سالم يُمسك بيديه عدداً من مجلة الجمعية الجغرافية الأميركية الشهيرة، كان الموضوع الأساسي للعدد يتحدث عن اكتشاف ديناصور قدمه للعالم الباحث المغربي المعروف نزار إبراهيم.

وقتها، تصاعد اهتمام سالم، وهو الآن باحث ضمن مجموعة "سلام" للحفريات الفقارية، بالديناصورات، وقرر وقتها العمل على تلك الكائنات المُذهلة.

عائلة "هابيل"
وبعد 4 سنوات من تلك الواقعة، أمسك سالم عينة حفريات قيمة قدمها له أستاذه هشام سلام، كانت العينة فقرة عُنقية لكائن مجهول، طلب منه الأستاذ التعرف على العينة وتوصيفها، ومعرفة الكائن الذي تنتمي إليه، وبعد 3 سنوات أخرى من العمل الشاق كانت المفاجأة، فالعينة تعود إلى ديناصور آكل للحوم من عائلة "هابيل" التي اكتشفها بالأرجنتين العالم روبرتو هابيل وأُطلق عليها ذلك الاسم تيمناً به.

في بداية الثمانينات، اكتشف الباحث هابيل، هيكلاً شبه كامل للديناصور. وفي عام 1985 تمكن فريق بحثي من توثيق الديناصور وتسميته، بعد ذلك توالت الاكتشافات للعديد من حفريات "عائلة هابيل" في الأرجنتين، والبرازيل، ومدغشقر وشبه القارة الهندية وحتى المغرب.

وفي عام 2016، عثرت بعثة مشتركة من علماء مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية ووزارة البيئة، على حفرية لفقرة مغطاة برواسب صلبة من الرمال المتشبعة بالحديد قرب منطقة جبل "الدست"، الواقع شمال شرقي منخفض الواحات البحرية التي تبعد عن القاهرة بنحو 300 كيلومتر.
وقال عالم الحفريات المصري الشهير هشام سلّام في تصريحات لـ"الشرق": "أحتفظ طيلة الوقت بذلك النوع من العينات لطلابي المصريين لإجراء أبحاث تخرج من علماء مصريين بالكامل عليها". 

وأعطى هشام سلّام، العينة إلى سالم الذي بدأ رحلة دراستها. 
في البداية استخدم الفريق مجموعة من التقنيات، مثل قلم الهواء لتنظيف العينة من الرواسب خاصة أن العينة احتاجت إلى ترميم وإزالة للزوائد والترسبات التي تراكمت عليها طيلة ملايين السنوات، وبعد إجراء تلك العملية، أصبحت الفقرة واضحة المعالم من الناحية التشريحية، وكان ارتفاع الفقرة في حدود 15 سنتيمتراً.. فكيف عرف الفريق البحثي أنها من العنق؟ وكيف استنتجوا أنها تنتمي لديناصور أكل للحوم؟

يقول سلام، إن علّم الحفريات له طرق عدة موثقة يتم وصف العظام بها، فخلال عملية القياس "يُتاح معرفة الكائن صاحب الحفرية في أغلب الأحيان عبر مجموعة من البيانات التي تُعرف باسم شجرة الأنساب".
ويُكمل سالم حديث أستاذه: "عظام الديناصورات آكلة اللحوم يجب أن تكون أكثر كثافة، كما أن شكل الفقرة ونسب قياساتها وأماكن اتصالها بالضلع تُحدد لنا مكانها بدقة".
من تلك الفقرة الصغيرة عرف الفريق البحثي موضعها بالجسم، وتأكد أنها تنتمي لديناصور آكل للحوم.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-